هي الخيانة العظمى حيث تتبعها كل خيانة
وخانتني الحياة فخنتُ عهدي .... وما عهدي إذا خانت بودّي
رويدكم صحابي لا تلوموا ........ فتنقلبوا إذا خانتني ضدّي
عهدتم أنني أوفي عهودي ........ وأبذل في وفاء العهد جُهدي
فما ذنبي إذا انقلبت حياتي ....... وذقت المرّ ممزوجا بنكدِ
فما يدري وربي ما بقلبي ....... سوايَ لذاك كم عانيتُ وحدي
صحابي لا تلوموني صحابي ....... فهمّي قد أضاع _ الدهر _ رُشدي
أذوق المرّ نشوانا طروباً ........ لخوفي من أمرّ يفتّ كبدي
وقائلة دعِ الأحزان واسعد ........ وما تدري بأن الهمّ يردي
رويدكِ لو علمتِ بسرّ أمري ....... لحار بك الجواب ولم تردّي
أما في العيش قوم ذو ارتياحٍ ......... وقوم بين أوصابٍ وكدّ ؟
فمن بعض الشجون مللتِ مني ........ فكيف إذا خوافيهنّ أبدي
أراني في حياتيَ مثل بحر ........ فأقضي العمر في جزر ومدِّ
فما أيامنا إلا منام ......... وما أحلامنا إلا تعدّي
دعيني لا أبالك لا حياة .......... تسرّ ولا صديق فيّ يفدي
أكلٌّ ملّ والدنيا صروفٌ ........... أكل الوصل قد أضحى لصدّ ؟
أأنكرتم بني قومي قصيدي ......... وما أنكرتم حالي ووجدي
أأضحك والمصائب حائماتٌ ........... ومنهن الزمان المرّ يهدي ؟